إنتاج الملح البحري مهنة تتوارثها النساء في اليمن (صور)

إنتاج الملح البحري مهنة تتوارثها النساء في اليمن (صور)

تعمل مجموعة من النساء بجد واجتهاد على استخراج الملح من أحواض بعد تبخّر المياه منها، في إحدى قرى حضرموت باليمن، في مهنة ورثنها عن أجدادهن، تشكل واحدة من فرص عمل قليلة لإعانة عائلاتهن في ذلك البلد الذي مزقته الحرب.

وفي كل صباح، تصل النساء بواسطة شاحنات صغيرة للعمل في الأحواض الممتدة، للتنقيب عن الملح في موقع قريب من البحر في منطقة الحسي في محافظة حضرموت، بحسب وكالة "فرانس برس".

وبعد انتظار دام أكثر من شهرين، تبخّرت المياه في الأحواض التي حفرتها تلك النسوة بعمق يصل من متر إلى مترين ليظهر الملح.

وتنقّب النسوة بأيديهن عن بلورات الملح داخل الحفر التي تشكلت بعد تبخر المياه منها، ثم يملأن الملح البحري الخشن في عبوات بلاستيكية ويقمن بتجفيفه قبل نقله إلى معامل لتنظيفه وتعبئته في أكياس استعداداً لبيعه في الأسواق.

وتعمل نحو 500 امرأة في إنتاج الملح البحري بحضرموت، ويتم تقسيمهن على مجموعتين، تعمل كل واحدة منهما لمدة 15 يوماً في الشهر، حيث تتقاضى كل امرأة مقابل عملها نحو 60 ألف ريال يمني (100 دولار).

وقالت زكية عبيد، التي ورثت هذه المهنة، إن "هناك أخريات ينتظرن في المنزل، نقوم بتبديل العمل بتعاون كبير بيننا، لأننا جميعا أخوات ونعلم ظروف الجميع، نعمل لخمسة عشر يوماً ونتوقف 15 يوماً أخرى لنترك الفرصة للبقية للعمل".

 

وبمساعدة من جمعية "الحسي" لإنتاج الملح البحري، والتي تأسست عام 2020، تنقل النسوة الملح ويقمن بطحنه باستخدام آلة خاصة قبل تغليفه في الأكياس التي يباع من خلالها.

وقالت "زكية"، إنه "في السابق كنا نعمل ولا نتمكن من بيع الملح إلا بشكل نادر، ولكن الآن، هذه الجمعية تعطينا أكياساً لتعبئتها بالملح وتتكفل بنقله إلى المعامل وبيعه وتسويقه".

ويقدر رئيس جمعية "الحسي"، خميس باحتروش، الإنتاج بنحو عشرين إلى ثلاثين طناً من الملح كل 3 أشهر، مشيرًا إلى أن الإنتاج قليل في فصل الشتاء وفي الصيف يكون الإنتاج أكثر.

 

وأوضح "باحتروش"، أن جمعيته تشتري كل كيس من الملح مقابل 3000 ريال يمني (نحو 12 دولاراً)، مضيفاً: "نحن في مرحلة صعبة جدا ونعاني ارتفاع الأسعار، ليس لدينا حتى سيولة لدفع أجور أعلى، يبيعون لنا الملح لنبيعه ونسدد لهن مستحقاتهن".

وبحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن اليمنيات دفعن فاتورة باهظة، بسبب فقدان عائلات كثيرة معيليها من الرجال بسبب الحرب والأزمة الإنسانية في اليمن.

ومنذ منتصف عام 2014، يشهد اليمن نزاعاً على السلطة بين الحوثيين وقوات الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية منذ مارس 2015.

وتسبب النزاع في أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب تقارير الأمم المتحدة، حيث يواجه ملايين الأشخاص خطر المجاعة في بلد يعتمد فيه 80% من السكان وعددهم نحو 30 مليوناً على المساعدات، إلى جانب مقتل مئات آلاف الأشخاص ونزوح ملايين السكان عن منازلهم نحو مخيمات مؤقتة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية